ـ كاتبه ـ : « إبدأ بالمهاجرين فناديهم، وأعطِ كلَّ رجلٍ ممَّن حضر ثلاثة دنانير، ثُمَّ ثنِّ بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك، ومن حضر من الناس كلُّهم الأحمر والأسود فاصنع به مثل ذلك »!
وتخلَّف يومذاك رجال منهم : طلحة، والزبير، وعبدالله بن عمر، وسعد بن العاص، ومروان بن الحكم، قد عزَّ عليهم أن يكونوا كغيرهم من الموالي والعبيد!
هناك خطب الإمام عليٌّ عليهالسلام مرَّةً أُخرىٰ قال فيه : « هذا كتاب الله بين أظهرنا، وعهد رسول الله وسيرته فينا، لا يجهل ذلك إلَّا جاهل عانَدَ عن الحقِّ، منكر، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) » ثُمَّ صاح بأعلىٰ صوته « ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )! أتمنُّون علىٰ الله ورسوله بإسلامكم؟! ( بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) أنا أبو الحسن، ألا إنَّ هذه الدنيا التي أصبحتم تمنُّونها وترغبون فيها، وأصبحت تُغضبكم وترضيكم، ليست بداركم ولا منزلكم الذي خُلقتم له، فلا تغرَّنكم فقد حذَّرتكموها..
فأمَّا هذا الفيء فليس لأحدٍ علىٰ أحدٍ فيه أثرة، وقد فرغ الله من قسمته، فهو مال الله، وأنتم عباد الله المسلمون.. وهذا كتاب الله به أقررنا وله أسلمنا، وعهد نبيِّنا بين أظهرنا، فمن لم يرضَ به فليتولَّ كيف يشاء! فإنَّ العامل بطاعة الله والحاكم بحكم الله لا وحشة عليه » (١).
_______________________
١) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٤٠، والآيتان علىٰ التوالي من سورة الحجرات ٤٩ : ١٣ ـ ١٧.