واستغلَّ هذا الجانب سخط عائشة علىٰ الإمام عليٍّ عليهالسلام ومواقفها العدائية منه . . فلمَّا كانت بمكَّة ، وقد خرجت إليها قبل أن يُقتل عُثمان ، فلمَّا كانت في بعض طريقها راجعةً إلىٰ المدينة لقيها ابن أمِّ كلاب ، فقالت له : ما فعل عُثمان ؟
قال : قُتل !
قالت : بُعداً وسحقاً ، فمن بايع الناس ؟
قال : طلحة .
قالت : إيهاً ذو الإصبع .
ثمَّ لقيها آخر ، فقالت : ما فعل الناس ؟
قال : بايعوا عليَّاً .
قالت : والله ما كنت أُبالي أن تقع هذه علىٰ هذه ، ثُمَّ رجعت إلىٰ مكَّة (١) .
فانصرفت إلىٰ مكَّة وهي تقول : قُتل والله عُثمان مظلوماً ، والله لأطلبنَّ بدمه !
قيل لها : ولِمَ ؟ والله إنَّ أوَّل من أمال حَرْفَه لأنتِ ، ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر .
قالت : إنَّهم استتابوه ، ثُمَّ قتلوه ، وقد قلتُ وقالوا ، وقولي الأخير خيرٌ من قولي الأوَّل .
فقال لها ابن أمِّ كلاب :
_______________________
١) الامامة والسياسة ١ : ٥٢ ، شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٥ ـ ٢١٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨٠ ، كتاب الدلائل : ٩٧ .