نعم نقل من محمد بن أحمد بن أيّوب بن شنبوذ(١) والميرزا حسين النوري أنّهما كانا يعتقدان التحريف ثمّ رجع محمد بن أيّوب من هذا الاعتقاد وتاب منه كما قال ابن النّديم في كتاب الفهرست. (٢)
وأمّا ميرزا حسين النوري صاحب كتاب مستدرك الوسائل وفصل الخطاب يمكن أن يقول إنّه لم يكن معتقداً بالتحريف؛ وإن كان يستفاد من كتابه فصل الخطاب أنّه كان معتقداً بالتحريف؛ لأنّا كثيراً ما نشاهد العلماء والفقهاء يبحثون في مجلس الدرس وفي كتبهم الإستدلاليّة في موضوع ويتأكَّدون على رأيٍ في مسألة في مقام البحث ولكن إذا صاروا في مقام الإفتاء وكتابة رسالة عمليّة وإظهار اعتقادهم الذي يعتقدون به يفتون على خلاف ما ثبت عندهم في مقام البحث والتحقيق والتدريس ، وأنا أظنّ قويّاً أنّ المحدّث النوري أيضاً لم يكن معتقداً بالتحريف؛ لأنّه أوّلاً كان يهتمّ بالقرآن اهتماماً شديداً ، فلهذا ألّف كتاباً مستقلاً في موضوع حفظ القرآن كما صرّح به الشيخ آقا بزرگ الطهراني. (٣)
وجمع أحاديث كثيرةً في فضل القرآن و ... في كتابه مستدرك الوسائل يبلغ أرقامها إلى ثلاثة وثلاثين وخمسمائة في خمس
__________________
(١) المتوفّي سنة ٣٢٨ هـ.
(٢) الفنّ الثالث من مقالة الأولى.
(٣) مستدرك الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٥.