شاهدين على بعض ما سمع من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلا يبقى وثوق بعدم النقيصة. (١)
فهذه الشبهة مبتنية على ما زعمه النوري بأنّ جمع القرآن كان بأمر من أبي بكر ، ولكن هذا الزعم باطل قطعاً ، لاهتمام النبيّ صلىاللهعليهوآله بالقرآن ، وتعليمه إيّاه للناس ، وحثّه لهم على قراءته وحفظه وختمه أوّلاً.
وثانياً : عرض الصحابة القرآن على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقراءتهم له.
وأخيراً اهتمام الصحابة بختم القرآن في زمنه صلىاللهعليهوآله وأمره وحثّه على ختمه باستمرار.
فكون القرآن كلّه موجوداً مكتوباً على القسب واللخلاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع وبعض الحرير والقراطيس ممّا لا شكّ فيه.
فإذا كان هذا الزعم باطلاً كما صرّح به غير واحد من المحقّقين الّذين بذلوا جهدهم في هذا الموضوع شكّر الله سعيهم يتبيّن أنّ هذا الدليل أيضاً في غير محلّه.
نعم هنا بحث في أنّ القرآن المكتوب في القراطيس وغيره في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله جمع في مصحف واحد كالموجود بين الدفّتين في زمنه أو كان متفرّقاً فيها في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله نظراً لترقّب نزول القرآن على عهده صلىاللهعليهوآله ، فمادام لم ينقطع الوحي لم يصحّ تأليف السّور مصحفاً ، إلّا بعد الإكمال
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن ، ص ٢٣٩.