التنبيه الثالث
في الداعي لإلقاء التهمة على الشيعة
بقي هنا سؤال ، وهو : إنّه مع تلك الأدلّة الكثيرة والدلائل الواضحة على عدم تحريف القرآن واعتقاد جميع المسلمين من الشيعة والسنّة بمصونيّة القرآن عن التحريف فلماذا اتّهم بعض المؤلّفين المسلمين من الشيعة بالقول بالتحريف؟
ونكتفي في المقام بما أفاده المرجع الديني آية الله الشيخ لطف الله الصافي دام عزّه العالي فإنّه بعد الإشارة للأدلّة على عدم تحريف القرآن أحسن وأجاد بقوله : فالقرآن الموجود بين الدفّتين هو كتاب دين الفريقين ، وهو أصلهم الأوّل الّذي تأتي بعده السنّة المشروط صحّة الاعتماد عليها بأن لا تكون مخالفة للقرآن ، وهذا الأمر يحتجّ به الجميع في الأصول والفروع وفي خلافاتهم ، ويعتمدون عليه وعلى السنّة.
فكلّ الأمّة شيعة وسنّة يتمسّكون بجميع محكماته وفي متشابهاته أيضاً يقولون : آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا.
ومن عجيب ما وقع في هذه المسألة الّتي سمعت الاتّفاق والإجماع عليها من السنّة والشيعة وعدم الخلاف بينهم فيها : أنّ العصبيّات الطائفيّة والأغراض السياسيّة العاملة لتوهين الإسلام وكتابه العزيز ولتمزيق المسلمين وتفريق كلمة الأمّة والقضاء على وحدتهم الإسلاميّة بعثت بعض الكتاب إلى نسبة القول بالتحريف ، ولكن مع ذلك إلى الشيعة؛ لوجود أخبار ضعيفة لم يعمل بها أحد منهم ، ولم يعتبروها حجّة حسب