قام مذهب التشيّع لأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله على الاعتقاد بأنّ الله تعالى أمر نبيّه صلىاللهعليهوآله بأن يوصي أمته بالتمسّك بعده بالقرآن وعترة النبيّ ، لأنّه اختارهم للإمامة وقيادة الأمة بعد نبيّه صلىاللهعليهوآله.
وحديث الثقلين حديث ثابت عند الشيعة والسنّة ، فقد رواه أحمد(١) (عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال إنّي أوشك أن ادّعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزّ وجلّ عترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي. وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتىّ يردا عليّ الحوض ، فانظروني بم تخلفوني فيهما؟!).
وقد بلغت مصادر هذا الحديث من الكثرة وتعدّد الطرق عند الطرفين بحيث إنّ أحد علماء الهند ألّف في أسانيده وطرقه كتاب (عبقات الأنوار) من عدّة مجلّدات.
وعندما يقوم مذهب طائفة على التمسّك بوصيّة النبيّ بالثقلين ، الثقل الأكبر القرآن والثقل الأصغر أهل بيت نبيّهم ... فكيف يصحّ اتّهامهم بأنّهم لايؤمنون بأحد ركني مذهبهم؟!
إنّ مثل القرآن والعترة ـ الّذين هم المفسّرون للقرآن والمبلغون للسنّة ـ في مذهبنا كمثل الأوكسيجين والهيدروجين ، فبدون أحدهما لا يتحقّق وجود مذهب التشيّع ...
__________________
(١) مسند أحمد ج ٣ص ١٧.