العقل
إنّ العقل يحكم بداهة بأنّه يجب أن يكون القرآن سالماً عن احتمال أيّ تغيير أو تحريف ؛ لاهتمام النبيّ صلىاللهعليهوآله بالقرآن اهتماماً شديداً حيث كان موضع عناية أمّة كبيرة واعية ، كانت تقدّسه وتعظّمه في إجلال وإكبار ، ولا عجب لأنه المرجع الأوّل لجميع شؤونهم في الحياة الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة ، فكان القرآن أساس الدّين وهو منبع الأصيل للفروع والأصول ، مضافاً إلة أنّه لو أنّ أحداً أدخل فصلاً في كتاب سيبويه أو غيره لعرف وميّز وعلم أنّه ليس من أصل الكتاب ، وذلك لشدّة العناية به وبحفظه ، وضبطه.
ومن المعلوم : أنّ العناية بحفظ القرآن وضبطه وقراءته أشد وأعظم ، ولا يقتصر ذلك على طائفة معيّنة ، بل هو محطّ أنظار واهتمام الجميع ، لأنّه معجزة النبوّة ، ومأخذ الأحكام ، وأساس الإسلام ، فكيف يجوّز العقل أن يتطرّق إليه يد التحريف والحال هذه؟! بل يحكم العقل بداهة