فالّذي جاءكم به أولى به.
وعن أيّوب بن الحرّ قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة ، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف) (١).
وفي تهذيب الأحكام ( ... فهذان الخبران قد وردا شاذّين مخالفين لظاهر كتاب الله ، وكلّ حدثي ورد هذا المورد فإنّه لا يجوز العمل عليه ، لأنّه روي على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعن الأئمة عليهمالسلام أنّهم قالوا : إذا جاءكم منّا حديث فأعرضوه على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالفه فاطرحوه أو ردّوه علينا. وهذان الخبران مخالفان على ما ترى ... (٢)) انتهى.
فكيف يتّهم الشيعة بعدم الاعتقاد بالقرآن؟! والقرآن هو المقياس الأوّل في مذهبهم ، وهم يخوضون معركة فكريّة مع إخوانهم السنّة ويكافحون من أجل تحكيم نصوص القرآن ، وقد اشتهرت عنهم إشكالاتهم على اجتهادات الخلفاء في مقابل نصّ القرآن والسنّة ، وما زال علماء السنّة إلى عصرنا يسعون للإجابة على هذه الإشكالات!
والشيعة ليسوا طائفة مستحدثة ، بل جذورهم ضاربة إلى زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، حيث كان عدد من الصحابة يلفتون حول علي عليهالسلام ، فشجعهم
__________________
(١) الكافي ، ج ١ ، ص ٦٩ ، ح ٢ و ٣ و ٥.
(٢) تهذيب الأحكام ، ج ٧ ، ص ٢٧٥.