وإنقطاع الوحي.
قد ذهب عدة من المحقّقين إلى أنّ القرآن بنظمه القائم وترتيبه الحاضر كان قد حصل في حياة الرسول وكان القرآن على عهده صلىاللهعليهوآله مجموعاً مؤلّفا على ما هو عليه الآن كالقاضي وابن الأنباري والكرماني والطيّبي (١). كما ذهب السّيد الخوئي أيضاً إلى هذا الرأي(٢).
وذهب أستاذنا العلاّمة الشيخ محمد هادي المعرفة إلى أنّ جمع السور وترتيبها بصورة مصحف مؤلّف كالموجود بين الدفّتين حصل بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأوّل من قام بجمع القرآن بعد وفاته مباشرة وبوصيّه منه صلىاللهعليهوآله هو اللإمام علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ ثمّ قام بجمعه زيد بن ثابت بأمر من أبي بكر ، كما قام بجمعه كلّ من ابن مسعود وأبيّ بن كعب وأبي موسى الأشعري وغيرهم ، حتىّ انتهى الأمر إلى دور عثمان فقام بتوحيد المصاحف وإرسال نسخ موحّدة إلى أطراف البلاد ، وحمل الناس على قراءتها وترك ما سواها. (٣)
ثمّ قال : ما قدّمناه هو المعروف عن رواة الآثار وعند الباحثين عن شؤون القرآن(٤).
وأضاف بقوله : ولكن يجب أن يعلم : أنّ قضيّة جمع القرآن حدث
__________________
(١) الإتقان ، ج ١ ، ص ٦٢.
(٢) التمهيد ، ج ١ ، ص ٢٢١.
(٣) المصدر نفسه ، ص ٢١٨ و ٢١٩.
(٤) المصدر نفسه ، ص ٢٢٠.