مساعي جمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لطبع هذا القرآن بخطّ عثمان طه ونشره في كلّ العالم وحثّ المسلمين على تلاوته وحفظه وبعد اضمحلال الأرضيّة التي يمكن ان تنبت عقيدة التحريف بعد كلّ هذا نرى جمعاً من العلماء المرتزقة من وعّاظ السلاطين بوحي من الحكام الخونة ينسبون تحريف القرآن الى الشيعة بدلاً من رد هذا القول السخيف. وقد تصدّوا الترويج ذلك ، فنراهم يطرحون هذا الافتراء كلّ يوم بعناوين جديدة لاتّهام الشيعة ، والحال أنّ العقيدة الشيعة خلاف ذلك وعلماء الشيعة صرّحوا في كتبهم المختلفة بأنّ القرآن المنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله ولم يمسه يد التغيير والتحريف كما اخبر بذلك الخبير المتعال في قوله تعالى : (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) (١) فمن كان لديه أدنى معرفة بكتب الشيعة وما فيها يعلم ان نسبة تحريف القرآن إليهم كذب محض واتّهام نشأ من الجهل أو من الأغراض السياسيّة بل هي اسطورة بناها الخونة والأعداء الإسلام والمسلمين.
وعقيدتنا في هذه المسألة هي النفي التامّ لها وردّ الأخبار الواردة في الآثار الإسلاميّة الّتي توهم وجود التحريف أو التغيير أو النقص ، فهي لا تخرج عن كونها أخبار آحاد وطرقها ضعيفة ومخالفة للقرآن الكريم ، فلا يمكن الركون اليها مقابل تواتر القرآن الكريم والأخبار الّتي تدلّ
__________________
(١) الحجر : ٩