الناس لم يحكم بعد موته بملكية تلك التي علمنا بأنه من الناس له ولو احتملنا انتقالها اليه قبل موته.
ويمكن توجيه ذلك مضافا الى ظاهر القول وبناء العرف أن الوارد في أدلة اليد ـ خصوصا في رواية فدك التي هي أعظمها ـ كون اليد التي هي أمارة على الملك هي ما كانت مقرونة بالملك العرفي والسلطنة والقهر العرفيين لا مجرد اليد الصورية ، ولذا يسمون يد اللقيط على ما في جوانبه باليد الحكمية.
ومن الواضح أن صاحب اليد إذا لم يستشعر منه دعواه ملكية ما في يده ـ كما إذا كان مبينا ـ لم تكن يده من تلك اليد المشار إليها ، أعني المقرون بالملك والظاهر العرفيين اللذين يلزمها دعوى الملكية. وبالجملة الحكم بالملك هنا لو لم يكن ممنوعا فلا أقل من كونه مشكلا محل تأمل.
نعم قد يقال بدلالة خبر حفص الوارد في جواز الشهادة بالملك لأجل اليد (١) ، مستدلا بجواز الشراء من ذي اليد على أن مجرد اليد دليل على الملك ولو لم يكن معه ادعاء من صاحبها ، إذ ليس فيه ما يوجب تقييد اليد بما إذا كان معه تملك عرفي وسلطنة عرفية ، كما في رواية فدك (٢) حيث أنها تدل على عدم مطالبة البينة على الناس فيما يتملكون ، أي فيما يتسلطون. نظير الرواية الواردة في متاع البيت من أن كلا من الزوج والزوجة إذا كان مستوليا على شيء من متاع البيت فهو له (٣) ، فرواية حفص بإطلاقها تدل على أن مجرد اليد دليل على الملك ولو لم يصدر من ذي اليد ادعاء الملكية قولا أو فعلا أو حالا.
لكن يمكن الجواب عنها بتنزيلها على الغالب ، إذ الغالب ادعاء الإنسان
__________________
(١) الوسائل ج ١٨ ب ٢٥ من أبواب كيفية الحكم ح ٣.
(٢) الوسائل ج ١٨ ب ٢٥ من أبواب كيفية الحكم ح ٢ و ٣.
(٣) الوسائل ج ١٧ ب ٨ من أبواب ميراث الأزواج.