فدفعها إلى أم أيمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب ، أحسبه قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتاً قال : يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك ، فأتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد ، وأم أيمن في البيت ، فقال : يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعها إلى علي ، فقال : يا على اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال : أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأم أيمن وقال : يا علي أهلك. ثم قال : رواه البزار.
[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٠] قال : عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتى وقدمى في الإسلام وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة قال : فسكت عنه ، قال : فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتي وقدمى في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة فسكت عنه ، فرجع إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر اللّه بها ، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي عليه السلام : فأتيانى وأنا أعالج فسيلاً لى ، فقالا : إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة ، قال علي عليه السلام : فنبهانى لأمر فقمت أجر ردائى حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول اللّه قد علمت قدمى في الإسلام ومناصحتي وإني وإنى قال : وما ذاك؟ قلت : تزوجني فاطمة ، قال : وما عندك؟ قلت : فرسي وبزتي (١) قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بزتك فبعها ، قال :
__________________
(١) البزة : بالياء الموحدة المكسورة ثم الزاي المشددة مع هاء التأنيث ، السلاح.