فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم الينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ فقال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : يا معشر قريش واللّه ليبعثن اللّه عليكم رجلاً منكم امتحن اللّه قلبه للإيمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم ، قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن ذلك الذي يخصف النعل وقد كان أعطى علياً عليه السلام نعلا يخصفها ، (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج ٢ ص ١٣٧و في ج ٤ ص ٢٩٨) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٦) وقال أخرجه أحمد وابن جرير وصححه (وفي ص ٤٠٧) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير ويحيى بن سعيد.
[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١ ص ١٣٣] روى بسنده عن ربعى بن حراش قال : سمعت علياً عليه السلام يقول وهو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنه قد خرج اليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعيذا فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر : صدق يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلاً امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون (١) عنه إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال له عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : وفي كف علي عليه السلام نعل يخصفها لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً في (ج ٨ ص ٤٣٣) ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار (ج ٢ ص ٤٠٨) مختصراً.
__________________
(١) جفل البعير بالجيم والفاء ثم اللام : قفز وشرد.