الأمة ذكرها وأنثاها حرها وعبدها كبيرها وصغيرها ، وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال منقولها وغير منقولها ، إذ كل نبي أولى بأمته من أنفسهم فيكون أولى بأموالهم بالأولوية القطعية ، فاذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم كان الوصى كذلك ، فشيت عليه السلام مثلاً وصي آدم عليه السلام أو سام عليه السلام وصي نوح عليه السلام أو يوشع عليه السلام وصىّ موسى عليه السلام أو شمعون عليه السلام وصي عيسى عليه السلام ونحو ذلك من أوصياء الأنبياء ، كل واحد منهم يكون بهذا المعنى وصيا للنبى ، فاذا عرفت معنى الوصي وأن أوصياء الأنبياء ليسوا كأوصياء سائر الناس بأن تكون ولايتهم مقصورة على أموال الموصى وأطفاله بل لهم ولاية عامة على ما كان الموصي وليا عليه ومتصرفا فيه من الأموال والأنفس ، فقد عرفت أن أخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو هو خاتم الأوصياء وخيرهم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على أن لعلي عليه السلام ما كان ثابتاً للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعاً ، وهذا هو معنى الإمام والخليفة.