قال : فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم ، ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم ، قال : فانى فرط على الحوض وأنتم واردون علي الحوض ، وأن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفونى في الثقلين ، فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر عشيرتى وإن اللطيف الخبير نبأنى أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلى وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٨) وقال فيه : والآخر عترتي بدل عشيرتى ، ثم قال : للطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم.
[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج ٩ ص ١٦٣] قال : وعن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً ، كتاب اللّه ، ونسبى ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، قال : رواه البزار.
[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٧٥] قال : وفي رواية أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مرض موته : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربى عز وجل ، وعترتى أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما.
[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما رواه أبو نعيم في حليته ، وغيره في غيرها عن الحسن بن على عليهما السلام عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قال ـ في حديث سيأتي تمامه في باب ، علي عليه السلام سيد العرب ـ : يا معشر الأنصار ألا أدلكم