والسادسة : أنه إن كان المرار يخرج بالقيء ، بعد ساعة أو ساعتين ، من وقت تناول الطعام فتولّده في المعدة. وإن كان يخرج بعد خمس أو ست ساعات ، حتى يكون قد مضى لذلك من الوقت ما يدل بالحدس الطبائعي أن الطعام قد تغيّر وانهضم على ما ينبغي ، وصار الى الكبد ، فالمرار ينصب الى المعدة من الكبد. وفيما ذكرنا من علامات مزاج المعدة كفاية.
فلنذكر الآن التدبير النافع لتغيّر مزاج المعدة من الأدوية ، والأغذية ، والأشربة ، وبالله توفيقي وعليه توكلي.
القول في اصلاح المعدة وردها الى الاعتدال
ينبغي أن تدبر المعدة الحارة بالطبع ، والأشياء الحارة المعتدلة من الأدوية ، والأغذية ، والأشربة. وكذلك حال المزاج البارد. نقول في صحة غريزته بالبرودة المعتدلة غير المجاورة. وكذلك المزاج اليابس. نقول في حال صحة غريزته باليبوسة المعتدلة. وكذلك المزاج الرطب. نقول في حال صحة غريزته بالأشياء الرطبة المعتدلة في الرطوبة.
وإذا تغير مزاج المعدة عن حاله الطبيعي بزيادة أو نقصان ، وحاد عن الاعتدال ، فينبغي أن يدبر بالضد مثل أن يسخن البارد ، ويبرّد الحار ، ويرطب اليابس ، وييبّس الرطب. وقد قال أبقراط : الضد للضد أشفى والشكل للشكل أكفى. وقال في فصل آخر : النظير للنظير والضد للضد.
وإنما أراد أبقراط بقوله هذا أن يحفظ الأشياء على طبائعها بأشكالها. فإذا تغيّرت وحادت ، عن الاعتدال ، تعالج بأضدادها على سبيل ما بينّا.
والفاضل أبقراط في المقالة الثانية ، فصل قاله من كتاب « الفصول » : ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء ، فشفاؤه يكون بالاستفراغ. وما كان منها يحدث من الاستفراغ. وما كان منها يحدث من الاستفراغ فشفاؤه يكون بالامتلاء. وشفاء الامراض يكون بالمضادّة. قد ينبغي لنا أنّا رأينا أن فساد المعدة من سوء مزاج حار أن يقابل ذلك بالأدوية الباردة من الجوارشنات والأقرصة ، والأشربة ، والأضمدة ، والأغذية ، فإن ذلك شفاؤه من ذلك. صفة