هذه العلة في المعدة تعتري هذه العلة لا في اللون ، ولا في القوام ، ولا في الرائحة ، ولا في شيء بالجملة. في كيفياته وتكون هذه العلة من ضعف القوة الماسكة ، أو من ضعف القوة الهاضمة ، أو من تقرح يكون في (كافة) سطح المعدة شبيها بالتقرح الذي يعرض في الفم خلط رديء تحويه المعدة.
والدليل على ضعف القوة الماسكة ان الطعام المحمود الكيموس اذا صار في المعدة ، ومكث فيها يسيرا انحدر بقراقر ونضج قبل وقت الحرارة ، أعني قبل ثمان ساعات فانه أسرع أوقات الهضم وأعدل ذلك اثني عشر ساعة.
فأن كان ضعف القوة الماسكة من حرارة مفرطة ، فانا نستدل على ذلك بالحرقة الحادثة في المعدة والعطش المفرط ، والجشأ الدخاني وانتصاب الطعام بالصفرة.
وان كان ضعفها من البرد فأنا نستدل على ذلك بالجشأ الحامض في ابتداء العلة ، فاذا تناهت العلة ، سكن ذلك الجشأ الحامض. وكذلك ضعف القوة أيضا يكون من مزاج رديء يغلب على المعدة ، أو من خلط رديء تحويه المعدة.
وعلاقة ذلك أن يخرج الطعام منه غير منهضم ، أو رديء الهضم والطعام الذي يخرج فاسد الهضم بسبب فساد الحر والمرة الصفراء التي تجرفه ، وتفسده ، كالأطعمة التي يفرط عليها النار في المطبخ. أو الشيء فيخرج فاسدا محترقا.
فأن قال قائل : اذا كانت الأطعمة تخرج عن ضعف القوة الماسكة غير منهضمة ، وعن ضعف القوة الهاضمة كذلك.
على أن المرض خاصا بالقوة الهاضمة أو خاصا بالقوة الماسكة ، فيقال له ان مكثت الأطعمة في المعدة حينا ولم تخرج سريعا ، وكان خروجها من بعد ذلك كما نزلت غير منهضمة ولا نضيجة ، علمنا أن ذلك من قبل ضعف القوة الهاضمة ، وان خرجت الاطعمة سريعا قبل الوقت الذي حددناه لخروجها علمنا أن سرعة خروجه من قبل ضعف الماسكة ، وذلك أن القوة الهاضمة ، وان كانت قوية سليمة إنما تهضم الغذاء اذا أمسكت الماسكة فان