وبعدها يصف نوعا من اصابة شهية الطعام وهي : البوليمس أي ازدياد الشهية المفرط ويقول ان سببها البرودة إذا أفرطت على فم المعدة وتفاقمت فهي تخمد الحرارة الغريزية فتضعف الأعضاء فيسبب ذلك الغشى كثيرا ، والطريف أنه يؤكد أن من أحد أسبابها داء البولة (السكري).
أما أنواع الشهية الرديئة والغريبة فيكرس لها بحثا يقول أنها اشتهاء الأطعمة ـ الحريفية والعفصة والحامضة ، أو الفحم والطين وما شابه. ويقول أنها الشهية القبيحة ، وسببها اخلاط فاسدة. وأشهرها : الوحم عند المرأة الحامل ، والتدبير الكفيل بازالتها هو تناول المقيئات والحمية وو صفات خاصة.
أما الشهوة « الرديئة » فيخصص لها قولا فيقول فيه انه إذا تهيجت شهوة الطعام بافراط عندئذ تدعى الشهوة الكلبية ولها ثلاثة أسباب : سوء مزاج بارد وأما خلط حامض وأما لقلة الحرارة أو ضعف القوة الماسكة.
والسبب الحقيقي خلف كل هذا هو نفاذ الطعام بسرعة اما الى الجسم واما الى الأمعاء ومتى خلت المعدة من الطعام هاجت الشهوة.
ثم ينتقل الى التدبير النافع لهذه الشهوة الكلبية ، والمعالجة طبعا سببية وبالضد. ويذكر أن جالينوس قد أشفى الكثيرين من المرضى أصيبوا بها باسقائهم الخمر ذو الاسخان القوي الفوري.
ثم ينتقل الى حديث عن « بطلان شهوة الشرب للماء » وأسبابه ثلاثة أيضا : كثرة الرطوبة ، أو البرودة ، أو قلة حس المعدة. وعندئذ تعالج بما يناسب. وذلك بتنقية المعدة من الرطوبة اما بالقيء واما في رفق واما بالاسهال بالادوية التي تنقي المعدة ، ويذكر عددا من الجوارشنات المناسبة.
وينتقل الى الحديث عن « العطش المفرط » فيقول ان سببه ألم الأعضاء الباطنة خاصة فم المعدة ثم المعدة ثم المريء ثم الرئة ثم الكبد ثم المعاء المعروف بالصائم. وأسباب اصابة هذه الأعضاء هو سوء المزاج أو اضطرابه أو غلبة مزاج على آخر.
ويذكر أنه إذا التهبت الكليتان وضعفتا فلا يروى صاحب هذه العلة