الثقب ضيقا ، وخاصة في وقت ما تستعمل المعدة قوتها الممسكة وتجمع نفسها من كل جانب ، وتنقبض وتحتوي على ما فيها لتغيره وتهضمه ، وعن يمينها العضو الشريف الرئيسي وهو :
الكبد الذي منه تبدأ العروق وينبوع الدم ، يوسع عليها مكانها لقدرها. شرفها. وهي مرتفعة الى فوق كيما تلقى آلات الحجاب الذي فيما بين آلات الغذاء ، وآلات التنفس. قال : والحجب الذي في المعدة هي أعراضها كما أن حجب القلب هي عارضة في القلب ، وتنسب اليه وعن يسارها الطحال وضع منحطا قليلا لضيق مكانه وهو عضو متخلخل سخيف شبيه بالاسفنج. والحاجة الى سخافته لقبول العضل الغليظ. وداخل المعدة أصلب من الأمعاء. لأن الأمعاء مسالك تؤدي الغذاء. والمعدة آلة عصبية ، باردة ، جعلت للهضم.
وفي أسفل المعدة عروق يسيرة وفي أعلاها وفمها عروق أقل من ذلك ، ولبرد طبيعتها احتاجت الى أن تسخّن هي نفسها ، وتسخّن ما فيها من الغذاء ، ولذلك احتوت الكبد عليها بحرارتها ، ولزمتها ، كما يلزم الشيء الممسك بالأصابع وكذلك الطحال يسخّن جانبها الأيسر. وجعل من خلفها الصلب والعضل الممدود عليها يوقيانها. وأما الصلب فهو لها بمنزلة الجهة الصلبة القوية. وأما العضل الممدود عليها فهو لها بمنزلة فراش وطيء ، ومع ذلك انما توقيها ، وتسخّنها بما فيه من الشحم الذي لبسها ، وهذه الأعضاء كلها انما جعل على كل واحد منها الخاصة منفعة فيها. ولو لا هذا الشرب الذي اشتمل عليها لبردت المعدة ، وساء الاستمراء. وضعف الهضم. ولقد كلمت حنين بن اسحق وهو أحد الحذاق ومن الفلاسفة بصناعة الطب في ماهية المعدة فقال : هي أداة من الأدوات كالقدر التي لا تطبخ شيئا بنفسها وانما تفعل ذلك بالناس وكذلك المعدة لا تفعل شيئا بنفسها ، ولو لا ما أحاط بها لم ينضج شيئا. هذا الاستدلال ، وان كانت فيه يبقى رأس الصواب فهو فاسد لأن القدر موات ليست تحس ، والمعدة الحيوانية حساسة ، لها قوة تجذب بها ما يلائمها ، وهي القوة الجاذبة. وقوة أخرى تمسك بها ما يصل اليها مما يتناول من الطعام وهي الممسكة. وقوة أخرى تدفع عنها الفضول وهي