شعر فيها ، فهو في الحقيقة يعود على سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري ، ثم التحذر من نقل الروايات ، وخاصة روايات الأغاني ، التي أريد منها الطعن على أهل البيت عليهمالسلام عموما ، والتقليل ـ باعتقادنا ـ من آثار واقعة الطف الدامية والأليمة ، والتي أخذت تلتهب وتأخذ طريقها في ضمائر الناس ، وتؤثر في النفوس ، باعتبار أن ابنة الحسين عليهالسلام ، شهيد الطف ، وصريع الغدر الأموي ، هذه حالها .. وهذه سيرتها.
فضائل «سكينة» في سطور :
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الكتاب ليس بصدد التعرض لحياة السيدة الكريمة آمنة بنة الحسين عليهماالسلام ، وإلا لكان له معها موقف آخر ، إنما الكتاب بصدد رد الشبهات المحمومة التي دسها أعداء أهل البيت عليهمالسلام في تضاعيف الكتب والمؤلفات ، وفي معرض وضع النقاط على الحروف لروايات طالما تناقلها المؤرخون والكتاب بين غافل عنها ، ومتغافل يريد الوقيعة في جانب أهل البيت عليهمالسلام ، كما يهيب بالأقلام المؤمنة والنزيهة الترفع عن نقل أكاذيب الأخبار وإلصاقها بأقدس البيوت وأشرفها.
فإنه لم يعرف عن البيت النبوي الطاهر ، خاصة في أولاد الأئمة الأطهار ، وبالخصوص بين النساء ، من عرف بالميوعة والتهتك والابتذال إلى الحد الذي وصفوا به ابنة الإمام الحسين عليهالسلام ، السبط الشهيد ، ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسيد شباب أهل الجنة. ومن ينتقص من الإمام الحسين عليهالسلام في ابنته ، إنما ينتقص من الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنه قال : «حسين مني وأنا من حسين» ، والسيدة آمنة ـ سلام الله عليها ـ هي بضعة الحسين عليهالسلام ، والذي كان يحبها حبا جما ، كان عليهالسلام يظهر حبه لها ولأمها الرباب ـ رضوان الله عليها.