سبعة يبقى اثنان ، [فإذا (١)] جمعناهما مع الأحد أوّل الربيع الأوّل الذي هاجر فيه صلىاللهعليهوآله يظهر أن أوّل [ربيع الأوّل (٢)] الذي قبض فيه يوم الثلاثاء بالأمر الأوسط ، فالثاني عشر منه بالأمر الأوسط يوم السبت ، وبالرؤية يوم الاثنين.
وقد عرفت أنه قد يتقدّم أوّل الشهر بحسب الرؤية عليه ، ويتأخّر عنه بالأمر الأوسط بيومين. وإذا كان أوّل الربيع الأوّل بالأمر الأوسط يوم الثلاثاء يكون أوّل شهر صفر بالأمر الأوسط يوم الاثنين ، والسابع والعشرون يوم السبت ، فيمكن أن يكون الاختلاف لأجل اختلاف الرؤية ، والأمر الأوسط ، بأن يكون أوّل الشهر بالرؤية يوم الأربعاء فينطبق الثامن والعشرون من شهر صفر على يوم الاثنين ، فلا يظهر ترجيح من هذا الوجه لأحد القولين على الآخر.
وقد أوردنا في كتاب (بحار الأنوار) (٣) وجوهاً أُخر حسابيّة لتقوية ما اختاره ثقة الإسلام ، ومع ذلك كلّه يشكل ردّ الخبر المعتبر الدالّ على كون الولادة الشريفة في السابع عشر ، لابتناء تلك الوجوه على ما ظهر لأهل الهيئة من الأرصاد المختلفة في الكسور والكبائس ، ويظهر من اختلافها في الأزمنة المتطاولة اختلاف كثير. وأيضاً كون الولادة في يوم الجمعة ليس شهرتها بين الإمامية كشهرة السابع عشر ، فيمكن أن يكون الاشتباه في الأوّل دون الثاني ، مع أن ما ورد في الأخبار مبنيّ على الرؤية الشرعيّة ، فيمكن أن تكون الرؤية متأخّرة عن هذا الحساب في ذلك الشهر لغيم أو نحوه ، والله يعلم حقائق الأُمور) (٤) ، انتهى كلام المجلسيّ.
وأقول وبالله المستعان ـ : أمّا كون شهر الولادة العظمى التي عمّت بركتها الخلائق أجمع شهر ربيع الأوّل فلا شكّ في إجماع الفرقة الناجية عليه ، بل نقل الإجماع عليه مستفيض من عبائرهم ، فلم نظفر فيه بمخالف منهم ، بل هم مطبقون عليه فتوًى وعملاً في سائر الأزمان والأصقاع ، ورواياتهم به عن أهل العصمة مستفيضة.
__________________
(١) من المصدر ، وفي المخطوط : (فاذ).
(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : (الربيع).
(٣) بحار الأنوار ٥٥ : ٣٦٤.
(٤) مرآة العقول ٥ : ١٧٠ ١٧٧ ، بتفاوت.