أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وبررت والديك ، وجاهدت عدوك ، أشهد أنك تسمع الكلام وترد الجواب ، وأنك حبيب الله وخليله ونجيبه وصفيه وابن صفيه ، زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا إلى الله ، يا سيدي أستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين ، وبأبيك سيد الوصيين ، وبامك سيدة نساء العالمين ، لعن الله قاتليك وظالميك و شانئيك ومبغضيك من الاولين والاخرين.
ثم انحنى على القبر ومرغ خديه عليه وصلى أربع ركعات ثم جاء إلى قبر علي بن الحسين عليهالسلام فقال :
السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ، لعن الله قاتلك لعن الله ظالمك أتقرب إلى الله بمحبتكم ، وأبرأ إلى الله من عدوكم.
ثم قبله وصلى ركعتين ، والتفت إلى قبور الشهداء فقال :
السلام على الارواح المنيخة بقبر أبي عبدالله ، السلام عليكم يا شيعة الله و شيعة رسوله وشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين ، السلام عليكم يا طاهرون ، السلام عليكم يا مهديون ، السلام عليكم يا أبرار ، السلام عليكم وعلى الملائكة الله الحافين بقبوركم ، جمعني الله وإياكم في مستقر رحمته تحت عرشه.
ثم جاء إلى قبر العباس بن أميرالمؤمنين عليهماالسلام فوقف عليه وقال :
السلام عليك يا أبا القاسم ، السلام عليك يا عباس بن علي ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد أنك قد بالغت في النصيحة وأديت الامانة ، وجاهدت عدوك وعدو أخيك ، فصلوات الله على روحك الطيبة ، وجزاك الله من أخ خيرا.
ثم صلى ركعتين ودعا إلى الله ومضى (١).
بيان : هذا الخبر يدل على أن جابرا رضي الله عنه كان يستحسن الطيب لزيارته عليهالسلام ، وقد مر في بعض الاخبار المنع عنه ، ولا يبعد أن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان المقصود منه التلذذ لا حرمة الروضة المقدسة وإكرامها وتطييبها
__________________
(١) مصباح الزائر ص ١٥١ ـ ١٥٢.