واذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله اجر ، وهذا ابن حزم يقول فى كتابه الفصل (١) وذهبت طائفة الى انه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله فى اعتقاد اوفتيا وان كل من اجتهد فى شىء من ذلك فدان بما رأى انه الحق فانه مأجور على كل حال وان اصاب فأجران وان اخطأ فاجر واحد (قال) وهذا اقول ابن ابى ليلى وابى حنيفة ، والشافعى وسفيان الثورى ، وداود بن على ، وهو قول كل من عرفنا له قولا فى هذه المسألة من الصحابة لا نعلم منهم خلافاً فى ذلك اصلا.
وقال الفاضل النبهانى فى اوائل كتاب « شواهد الحق » على ما حكى عنه : اعلم انى لا اعتقد ولا اقول بتكفير احد من اهل القبلة لا الوهابية ولا غيرهم ، وكلهم مسلمون تجمعهم من سائر المسلمين كلمة التوحيد والايمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء من دين الاسلام.
وبالغ فى ذلك الشيخ ابو طاهر القزوينى « على ما حكى عنه » فى كتابه « سراج العقول » فقال باثبات الاسلام لكل فرد من اهل القبلة وجزم بنجاة الجميع من كل فرق الاسلام. وحكى عن شيخ السادة الحنفية ابن عابدين فى باب المرتد من كتاب جهاد ص٣٠٢ انه حكم قاطعاً باسلام من يتأول فى سب الصحابة مصرحاً بان القول بتكفير المتأولين فى ذلك مخالف لاجماع الفقهاء.
وقد اسلفنا فى بعض المباحث السابقة مقالة ابن حزم فيمن سب احداً من الصحابة ، وما قال : فى تكفير عمر بحضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم حاطباً ، وهو صحابى مهاجرى بدرى. ولا يخفى انه لو كان فى من ينتحل
ـــــــــــــــ
(١) ص ٢٤٧ ج ٣.