دين الاسلام من سب بعض الصحابة او غيرهم من المسلمين عناداً لله ورسوله فلا شك فى كفره ، واما اذا كان الساب جاهلا او اوردته الشبهة ذلك المورد يكون على ما صرح به ابن حزم معذوراً.
وعن الاوزاعى انه قال : لئن نشرت لا اقول بتكفير احد من اهل الشهادتين وعن صاحب الاختيار : اتفق الائمة على تضليل اهل البدع اجمع وتخطئتهم ، وسب احد من الصحابة وبغضه لا يكون كفراً لكن يضلل ، وعن صاحب فتح القدير ، انه قطع بعدم كفر من يكفر الصحابة ويسبهم ، وذكر ان ما وقع فى كلام اهل المذهب فى تكفيرهم ليس من كلام الفقهاء الذين هم المجتهدون انما هو من كلام غيرهم.
وصرح ابن حجر فى الصواعق (١) بان مذهبه فيمن لعن انه لا يكفر بذلك.
ولو سردنا الكلام فى نقل فتاوى اعلام اهل السنة فى ذلك خرجنا عن طريق الايجاز ، ومقتضى كلام غير واحد من هؤلاء ان الساب لا يكفر وان كان معتمداً فى ذلك عالما بحرمته مثل ان يسبه لمناقشة وقعت بينهما.
واضف الى جميع ذلك كله النصوص الكثيرة المخرجة فى الصحاح الستة الحاكمة على اهل الاركان الخمسة بالاسلام ودخول الجنة ، واذا كان الخوارج الذين استحلوا دماء المسلمين ، وكفروا الصحابة ، وحاربوا اميرالمؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام ، ونص النبى صلى الله عليه واله وسلم على انهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ، وانهم شر الخلق والخليقة ، وطوبى لمن قتلهم وقتلوه عند اهل السنة من المسلمين والمعذورين فى مذهبهم فغيرهم ممن تمسكوا بالثقلين ،
ـــــــــــــ
(١) ص ٢٥١.