لتحقيق اغراضهم الدنية.
ثم ان التملق لارباب السلطة ، والحكومات كيف صار من خصائص الشيعة ، وكيف نسى تملق بعض السنيين من الحكومات فى عصر الامويين والعباسيين فاقرأ دواوين الشعراء وانظر الى جماعة زينوا اللناس قبائح اعمال الامراء فى تلك العصور المظلمة ، وانظر الى العلماء والمحدثين الذين لم يطعنوا فى سيرة هؤلاء ، وتركوا نصيحتهم ، ولم يطلبوا منهم الرجوع الى الكتاب ، والسنة فى حين انهم يفتون بوجوب اطاعتهم ، ويعدون الخروج عليهم من اعظم المحرمات فلو تملق بزعم الخطيب بعض الشيعة لجبابرة الملوك عملا بالتقية ، وحقناً للدم ، وحفظاً للعرض تملق بعض السنيين للحطام الدنيوى ، والزخارف الفانية ، ويكفيك مثلا وشاهداً ما وقع لغياث بن ابراهيم النخعى حيث دخل على المهدى العباسى فوجده يعلب بالحمام فساق فى الحال اسناداً الى النبى صلى الله عليه واهل انه قال « لا سبق الّا فى نصل اوخف اوحافر او جناح » اتباعاً لهوى المهدى فأمر له المهدى ببدرة فلما قام قام المهدى : اشهد على قفاك انه قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم امر بذبح الحمام لكن لم يتعرض له ولم يأخذ ما اعطاه حتى فعل نحواً من ذلك مع هارون الرشيد (١).
وخبر شق ابى البخترى وهب بن وهب امان الرشيد ليحيى ابن عبدالله بن الحسن بالسكين. فوهب له هرون بذلك الف الف. وستمأة الف. وولاه القضاء (٢) ونظائر ذلك كثيرة لاسيما فى حكومة بنى امية
ــــــــــــــ
(١) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص ٨٦ ـ نخبة الفكر ص ٦١ و ٦٢ ـ نزهة النظر فى توضيح نخبة الفكر ص٦١ ـ تاريخ الخلفاءِ ص ١٨٣ ـ اخبار مكة المشرفة ج ٣ ص ٩٨.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ٤٨٠.