فمن شك فى ذلك ليس من الشيعة بشىء بل لا يحكمون عليه بالاسلام ، ويحكمون جميع فقهائهم عليه بالكفر والارتداد وهكذا يؤمنون بسائر احكام الله تعالى فى المعاملات والقضاء ، والنكاح ـ والطلاق ، والظهار والايلاء ، والحدود والديات.
ولا يضر فى الحكم بالاسلام عندهم اختلاف ارباب المذاهب فى الفروع الفقهية فيحكمون باسلام المعتنقين بالمذاهب الارعبة المعروفة ، بل ومن لم يعتنق خصوص مذهب من هذه المذاهب لان باب الاجتهاد عندهم مفتوح فليس على المسلم الا ان يأخذ بالكتاب والسنة ، وليس لحصر المذاهب فى الاربعة المشهورة اصل صحيح بل يجب على من ادى اجتهاده الى خلاف هذه المذاهب اتباع اجتهاده ومع هذا كيف لا ترضى الشيعة بالتقريب.
واما افتراؤه فى ص٣٣ ـ ٣٤ عليهم بانهم يرفعون الائمة عن مرتبة البشر الى مرتبة آلهة اليونانيين فبهتان محض يعرف كذب هذا الافتراء كل من كان له قليل معرفة بكتب الشيعة ، وعقايدهم فهم ابعد الفريقين من هذه المقالات لا يقولون بمثل ذلك فى رسول الله صلى الله عليه واله فضلا عن الائمة ، ويعتقدون فيهم انهم عباد الله تعالى ، مخلوقون ، مربوبون محتاجون اليه وان من غلى فيهم ، فاعتقد تأليههم ، او اشتراكهم مع الله تعالى فى امر الخلق والرزق ، والاماتة ، والاحياء وغيرها كافر مرتد خارج عن الاسلام يحكمون بنجاسته.
واظن ان الخطيب ايضا كان عالما بتنزه الشيعة عن هذه المقالات والعقائد الباطلة ، ولكن لما لم يجد شيئاً يمنع عن التقريب ، والتجاوب بين الطرفين جاء بهذا البهتان العظيم ، ونسب الشرك والكفر بالقول