بتأليه ائمة آل البيت الى طائفة كبيرة من المسلمين المؤمنين الموحدين الذين يشهدون فى مآذنهم ، واذاعاتهم بكلمة التوحيد ، ويتبرؤن عمن يعتقد تأليه الائمة وغيرهم او يرفعهم عن مرتبة البشر.
فليس ما بينهم شىء يمنع عن التقريب والتجاوب وليس معنى التقريب ان يترك الشيعى مذهبه ، ويصير سنياً ، او بالعكس (١) بل معناه ان يترك كل على اجتهاده فيعيشوا فى مجال اوسع من هذا المجال وان يتركوا العصبيات الباردة. ويعترف كل واحد منهم للاخر بالحقوق الاسلامية ، لا يتهم السنى الشيعى بالشرك والكفر ولاستهانة بالفرائض وفعل المحرمات ، ولا يتهم الشيعى السنى بالنصب ، وعداوة آل البيت ، فلا يسيرون الاعلى ضوء الحقايق فيؤلون بعض ما يصدر عنهم بحسب اجتهادهم فى الكتاب والسنة بما يتأولون بعض ما صدر من السلف فان حاجة المسلمين بهذه التأويلات فيما بين انفسهم فى عصرنا اكثر واشد من حاجتهم الى تأويل اعمال السلف ، فان حسابهم على الله والزمان حال بيننا وبينهم.
ان الشيعة لا يعتمدون على الافتراء والاكاذيب حين يناقشون غيرهم بل يعتمدون على الكتب المعتبرة الموثوق بها عندهم ولا يقابلون الشتيمة بمثلها كشتائم الخطيب وغيره ممن لا نريد سرد اسمائهم ، وسيحكم الله بينهم ، وبين هؤلاء يوم يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.
فالشيعة ارضى الفريقين بالتقريب وقد خطت فى سبيله خطواتها الواسعة ولكن من يريد بقاء الملا الاسلامى فى ظلمة المناقشات والمنافرات
ــــــــــــــ
(١) وهو صريح بيان دار التقريب ايضاً. وصرح به مؤسسها العلامة القمى فى مناسبات شتى (راجع النقط على الحروف) من ابحاث رسالة الاسلام ،