استعباد الناس ، وبسط السلطة والملك ، واغتصاب الاراضى وليست الغلبة فيها بالسلاح وكثرة العدة والعدد بل كان بقوة الايمان والثقة بالله ، وان النصر منه ، والارض له يورثها من يشاء من عبادة والعاقبة للمتقين.
واما دخول اسلاف اهل ايران فى الاسلام فانه لم يكن بالاكراه والاجبار حتى يوجب الحنق على من ادخلهم فيه بل كان عن كمال الاشتياق والاختيار ، فقد فتحت حقيقة دعوة الاسلام وخلوصها عن الشرك وسماحة شرايعه واحكامه ، وجامعية تعاليمه واكمليته قلوب الايرانيين الى الاسلام. وثباتهم على العقيدة الاسلامية. وشدة تمسكهم بمباديه الى اليوم ، وخدماتهم للاسلام كما تأتى الاشارة اليها سجلت فى التاريخ الاسلامى والخطيب يفترى عليهم ، ويرميهم بالتعصب للمجوس وينسى حنق المنافقين على على بن ابيطالب لانه قتل آبائهم وابنائهم واقاربهم فى سبيل الله. وحنق الامويين وغيرهم من مبغضى اهل البيت على الاسلام وعلى الامام على فلم يسند ما ظهر من الفتن الدامية بين المسلمين الى حنق هؤلاء الذين لم تذب بالاسلام عصبياتهم الجاهلية ، وبقيت قلوبهم مملوءة بالحقد والحنق على النبى صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته. وعلى المجاهدين الابطال الذين جعل الله بسيوفهم. ومجاهداتهم كلمة الاسلام هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
فراجع ما ذكره المسعودى فى مروج الذهب (١) فى حوادث سنة اثنتى عشرة ومأتين من سبب امر المامون بلعن معاوية على المنابر حتى تعرف حنق هؤلاء على الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعلى اهل بيته.
ـــــــــــــــ
(١) ج١ ص٣٦١ و ٣٦٢.