كان فيمن يتولى حبيبة الرسول فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ويبالغ فى ولايتها من سمع بمقالة النظام (١) او قرأ كتاب الامامة والسياسة
ــــــــــــــــ
قد احتلم فى دخول المدينة ، فكتب اليه المغيرة وهو على الكوفة يذكر له غلاماً عنده جملة صنائع. ويستاذنه ان يدخل المدينة ، ويرغبه فى ذلك ويقول : ان عنده اعمالا كثيرة فيها منافع للناس انه حداد ، نقاش. تجار فأذن له فى دخول المدينة (راجع تاريخ الخلفاء ومروج الذهب).
فليسمح لى القارى ان اقول ان هذه القصة ليست بسيطة فما اراد المغيرة من استيذانه الخليفة ان يدخل لامه المدينة وترغيبه فى ذلك مع علمه بانه لا يأذن ذلك لمثله ولا يقبل النفس ان يكون ما ذكره المغيرة الداهية هو السبب لاستيذانه. فان مثل هذا الغلام العارف بهذه الصنايع لم يكن بقليل فى ذلك الزمان ، أليس هذا شاهدا على ان بعث الغلام كان من افاعيل السياسة وعلى تدخل المغيرة فيها امر يحتاج الى البحث والتنقيب. وذهب بعض الباحثين الى ان وراء قتل عمر بن الخطاب وغيره من الخلفاءِ كانت مؤامرات يهودية وان لكعب الاحبار الذى كان من اشد المنحرفين عن اهل البيت وكان من اصدقاء معوية ومقوية سلطانه يدا فى تدبير المؤامرة على قتل عمر ، وليس ذلك بعيد فانهم لا يزالون وراء اكثر الفتن التى اصابت المسلمين الى عصرنا هذا قاتلهم الله انى يؤفكون.
(١) نقل الشهرستانى فى الجزءِ الاول من الملل والنحل المطبوع بهامش الفصل ص٧٣ ـ انه قال : ان عمر ضرب بطن فاطمة (ع) يوم البيعة حتى القت المحسن من بطنها وكان يصيح احرقوها بمن فيها وما كان فى الدار غير على وفاطمة والحسن والحسين. (انتهى كلامه).