لابن قتيبة (١) وغيره فسمى بزعم الخطيب ابا لؤلؤة بابا شجاع الدين لا يخرجه ذلك من الايمان ، ولا يجوز تفسيقه اذا كان عن اجتهاد بل لا يجوز تكفير قاتله ان ثبت اسلامه ولم تقم قرينة على معاندته للحق وخصومته للاسلام بل كان ذلك منه تشفياً لغيظه وغضبه على عمر لانه لم يكثر خراجه ، ولم ينتصف له بزعمه من المغيرة.
فالمسلمون لم يكفروا من نقم على عثمان من الصحابة وغيرهم ولم يكفروا قتلته ، وفى اهل السنة من لا يكفر عمران بن حطان الناصبى الذى مدح اشقى الاخرين ، وشقيق عاقر ناقة صالح عبدالرحمن بن ملجم المرادى بابياته المشهورة الخبيثة بل اخذوا عنه الحديث بل اجترأ بعضهم وعد ابن ملجم من الصحابة مع قولهم بان الصحابة كلهم عدول (٢).
ـــــــــــــــ
(١) ص١٤ ـ ١١ ج١ الطبعة الاولى.
(٢) اذا كان الصحابة كلهم عدول فما معنى الحديث الذى اخرجه البخارى ص١٣٦ ج٣ المطبوع فى المطبعة الميمنية س١٣٢٠ ، وهو الحديث الثانى من كتاب الفتن باسناده عن النبى (ص) : انا فرطكم على الحوض ليرفعن الى رجال منكم حتى اذا هويت لا ناولهم اختلجوا دونى فاقول : اى رب اصحابى فيقول : لا تدرى ما احد ثوا بعدك. وفى صحيح مسلم ج٨ ص١٥٧ ط المطبعة العامرة س١٣٣٣ باسناده عن ابن عباس قال قام فينا رسول الله خطيبا بموعظة .. (الى ان قال) الاوانه سيجاء برجال من امتى فيوخذ بهم ذات الشمال فاقول : يارب اصحابى فيقال : انك لا تدرى ما احدثوا بعدك فاقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كلشىءِ شهيد ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم قال فيقال لى : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم وفى