أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام الأخذ عن غيرهم بالّذي يدخل بيوت النّاس من حيطانها لا من أبوابها ، ناظرا بذلك إلى قول الله عزّ وجلّ : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن أَبْوَابِهِا) (١) ، فقال :
نحن الشعار والأصحاب ، والخزنة والأبواب ، ولا تُؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقا (٢).
وجاء عن الصادق عليهالسلام : أنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى ، وصَلَ الله طاعةَ وليّ أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعتة ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولارسوله ... (٣)
وفي حديث آخر : إنّ رجالاً من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله قالوا : إنّا نحبّ الله ورسوله ، ولم يذكروا أهل بيته ، فغضب صلىاللهعليهوآله ثمّ قال : أيّها النّاس ، أحبّوا الله عزّ وجلّ لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني بحبّ ربّي ، وأحبّوا أهل بيتي بحبّي ، فوالّذي نفسي بيده لو أنّ رجلاً صَفَنَ بين الركن والمقام صائما وراكعا وساجدا ثمّ لقي الله عزّ وجلّ غير محبٍّ لأهل بيتي لم ينفعه ذلك. (٤)
وعن أنس بن مالك ، أنّه قال : رجعنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله قافلين من تبوك ، فقال لي في بعض الطريق : ألقوا لي الأحلاس والأقتاب ، ففعلوا ، فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآله فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثمّ قال : معاشر النّاس ، مالي إذا ذكر آل إبراهيم عليهالسلام تهلّلت وجوهكم ، وإذا ذكر آل محمّدٍ كأنّما يفقأ في وجوهكم حبّ الرّمان؟! فوالّذي بعثني بالحقّ نبيّا لو جاء
________________
١ ـ البقرة : ١٨٩.
٢ ـ نهج البلاغة ٢ : ٤٥ / ١٥٤ ، شرح النهج لابن أبي الحديد ٩ : ١٦٤ ، بحار الأنوار ٢٦ : ٢٦٦ / ٥٣.
٣ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ٣ وعنه في بحار الأنوار ٦٦ : ١٠ / ١٢.
٤ ـ أمالي الطوسيّ : ٦٣٣ / ١٣٠٣ وعنه في بحار الأنوار ٢٧ : ١٠٥ / ٧٥ ، كشف الغمّة ٢ : ٤١.