لأب الأنبياء إبراهيم عليهالسلام (أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (١) أمّا الإمام عليّ عليهالسلام نفسه فقد قال : «لو كُشف لي الغطاءُ ما ازددتُ يقينا» وهذا يعن بلوغه عليهالسلام المقام الأعل والمرتبة السانية ، وقد بين الإمام مکانته من رسول الله في قوله :
«... ولقد كان يُجاور في كلّ سنةٍ بحراء ، فأراهُ ولا يراهُ غيري ، ولم يجمع بيتٌ واحدٌ يومئذٍ في الإسلام غيرَ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة ، ولقد سمعتُ رنَّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلىاللهعليهوآله فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنّة؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلاّ أنّك لست بنبيّ ، ولكنّك لوزير ، وإنّك لعلى خير ...» (٣).
ألا تدلّ هذه النصوص على قرب رسوله وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من الله وأنّ زيارتهما هي ممّـا يحبّه الله ورسوله؟!
وکذا هو حال الصدّيقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام الّتي أوقف الله رضاه على رضاها فإن إيقاف الله جلّ جلاله رضاه عل رضا إنسان هو دليل على عصمته ، إذ كيف يُعقل أن يتعلّق رضا الله تعالى وغضبه برضا وغضب شخصٍ غير معصوم؟!
وكذا هو حال السبطين الحسن والحسين وسائر الأئمّة عليهمالسلام ، فهم
________________
١ ـ البقرة : ٢٦٠.
٢ ـ تفسير أبي السعود ١ : ٥٦ ، ٤ : ٤ ، الصواعق المحرقة ٢ : ٣٧٩ ، حاشية السنديّ ٨ : ٩٦ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ : ٣١٧ ، والفضائل لابن شاذان : ١٣٧.
٣ ـ نهج البلاغة الخطبة ٢ : ١٥٧ ، الخطبة ١٩٢.
٤ ـ تهذيب الكمال ٣٥ : ٢٥٠ ، الإصابة ٨ : ٥٦ ، عوالي اللئالي ٤ : ٩٣ / ١٣٢.