(إِنَّما وَلِيَكُمُ اللّهُ وَرَسولَهُ وَالذينَ آمَنوا ....) (١).
وقد جاء هذا المعن واضحاً في کلام الإمام الباقر في تفسير قوله تعال : (فِطْرَتَ اللّهِ اَلتي فَطَرَ الناسَ عَلَيْها) (٢) فقال : هو لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، إل هاهنا التوحيد (٣).
وأن کلام الله لا يمکن أن يبينه إلا رسوله ، وبما أنّ الإمام علي وأولاده المعصومون هم خلفاءه وأبواب علمه وأحد الثقلين الذين خلّفهم الله في أمته ، فالتعريف بالله ياتي من خلال آل بيته الطبين الطاهرين المنتجبين ، وقد أرشدنا الرسول إل لزوم أتباع العترة ، ومعناه أن الابتعاد عنهم هو ابتعاد عن النبي والإسلام ، وهو عين الضلالة والهلکة ، لأنه لا هد إلا بالقرآن والنبي والعترة ، فعلي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حت يردا عليّ الحوض (٤).
فالسوال : لِمَ أعاد رسول الله صلىاللهعليهوآله جملة : «والقرآن مع عليّ» بعد أن قال : «عليّ مع القرآن» هل قالها تكرارا دون مغزى؟
حاشا أفصح من نطق بالضاد من التكرار عبثا! فهو صلىاللهعليهوآله أراد أن يرشدنا إلى أنّ المقرون ليس أقلّ رتبةً من المقرون به ، فهما الثقلان اللّذان تركهما رسول الله فينا ، وهما مُتعادلان مكانةً وقيمةً.
بل إنّ مكانة أمير المؤمنين ووصيّ خاتم المرسلين أعظم من مكانة سائر الأنبياء فضلا عن الملائکة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر أنّ الله سبحانه قال
________________
١ ـ المائدة : ٥٥.
٢ ـ الروم : ٣٠.
٣ ـ تفسير القم ٢ : ١٥٥.
٤ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٤ قال : صحيح ولم يخرجاه ، الجامع الصغير ٢ : ١٧٧ کنز العمّال ١١ : ٦٠٣.
٥ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٣٤ / ٤٦٢٧ ، المعجم الأوسط ٥ : ١٣٥ / ٤٨٨٠.