لا تکون شهادتنا بعرفان حقّهم وقولنا : «عارفاً بحقكم» تمنيا ورجاءً ، بل يجب أن يکون إنشاءً ووقوعاً؛ لأن الزيارة العارفة لا تتحقق إلا بعد المعرفة الکاملة ، وتلك تحتاج إل مقدمات علمية ومعرفية وه مبحوثة في مسائل الإمامة ، فبحثنا هو عن الإمامة وهو وإن لم يكن بحثاً كلامياً صرفاً إلا أنّه يمتاز عليه بالصياغة المعارفية والإشارة إلى الأسرار الولائية ، لأنا سنتعرف عل مکانة الإمام عند الله ، وأن زيارته هي مما حبذها الله للمؤمنين ، وأن ذلك هو جزاء ما بذلوه من تضحيات في سبيل نشر الدعوة الإسلامية ، وهو عهد في أعناقنا يجب الوفاء به أي أنّها ضريبة إلهية يجب أن نؤديها لهم.
إذن موضوع الزيارة يرتبط بموضوع المعرفة ، إذ أن الزيارة العارفة لا تتحقق إلا بعد المعرفة الکاملة بمکانة المزور عند الله ، وأن توضيح هذا الجانب ينفع الزائر في تعزيز الأسس العقائدية وتقوية الجانب الولائي في نفسه مضافاً إلى أنّ العلم بواقع الزيارة ومقامات المزور وما للزائر من كرامة ومنزلة عند الله يشحن الموالي علماً ومعرفة بمقام ساداته الذين رفعهم الله في قوله تبارك وتعالى : (يَرْفَعُ اللّهُ الذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وَالذينَ أُوتوا العِلْمَ دَرَجاتٍ) (١) ومن هنا يكون الزائر الذي هو أكثر بصيرة أكثر ثوابا وأعظم أجراً عند الله.
ثمّ إنّ الزائر لو عرف بأن زيارته للإمام هو مما أوجبه العقل والشرع عليه لسع جاداً لتحقيق ذلك.
وأن الله سبحانه قد أکّد في کتابه عل الولايات الثلاث فقال سبحانه : (أَطيعوا اللّهَ وَأَطيعوا الرَسولَ وَأولي الأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) وقوله تعال :
________________
١ ـ المجادلة : ١١.
٢ ـ النساء : ٥٩.