نعم ، صرّح الرسول : بأنّه أفضل من جميع الملائکة فقال : أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل ومن إسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين وأنا خير البرية وسيّد ولد آدم (١).
وهذا القرب وهذه المنزلة نراها أيضاً لوصيّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام الّذي هو نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله كما في نصّ آية المباهلة (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) (٢) ، ومن المطهّرين كما في آية التطهير (٣) ، ومن الّذين أمرنا الله بمودّتهم ومحبّتهم كما في آية المودّة (٤) ونحوها ، فمعناه : أنّه أفضل من جبرئيل الأمين ومن غيره من الملائکة المقربين.
بل في کلام الرسول ما يؤکد ذلك مثل قوله صلىاللهعليهوآله : «من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني ، من عصى عليّاً فقد عصاني» (٥).
ألا يعني هذا الکلام من رسول الله صلىاللهعليهوآله بأنّ إرادة الإمام عليّ منبعثة من إرادة الله ، وكراهته منبعثة من كراهة الله ، ولا يمكن أن تتخلّف إحداهما عن الأُخرى ؛ إذ لو أمكن تصور الخلف فيه لكان قوله صلىاللهعليهوآله : «من أطاعه فقد أطاع الله» ، خطأً ، و «من عصاه فقد عصى الله» باطلاً ، والعياذ بالله.
جئنا بهذا المدخل لنؤکّد عل لزوم معرفة الأئمة حين الزيارة وبعدها وأن
________________
١ ـ بحار الأنوار ٢٦ : ٣٤٨ / ٢٠ وانظر ينابيع المودة ٣ : ٣٧٧.
٢ ـ آل عمران : ٦١ ، انظر تفسير الرازي ٨ : ٧٢ ، في تفسير آية المباهلة ، وكذا ابن كثير في تفسيره ١ : ٣٧٢.
٣ ـ الأحزاب : ٣٣ ، انظر صحيح مسلم ٤ : ١٨٨٣ / ٢٤٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ٢ : ٤٥١ / ٣٥٥٨.
٤ ـ الشورى : ٢٣.
٥ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ٢١.