وأليس موضع قبر الحسين هو روضة من رياض الجنّة کما في الاخبار؟
ففي الكافي وكامل الزيارات بسنده عن إسحاق بن عمّـار ، قال : سمعته يقول : «إنّ لموضع قبر الحسين عليهالسلام حرمة معلومة ، من عرفها واستجار بها أُجير ... وموضع قبره من يوم دُفِنَ روضةٌ من رياض الجنّة ، ومنه معراج يُعرَجُ منه بأعمال زوّاره إلى السماء ، فليس مِنْ مَلَكٍ ولا نبيّ في السماوات إلاّ وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليهالسلام ؛ ففوجٌ ينزل وفوجٌ يعرج».
وإذا كان قيمص يوسف عليهالسلام من حرير الجنّة ، فإنّ تربة الحسين عليهالسلام من أرض الجنّة ، کما في الحديث الشريف المرو عن الإمام السجاد عليهالسلام :
اتّخذ الله أرض كربلا حرما أمنا مباركا ... وإنّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رُفِعت كما هي بتربتها ـ أو بِرُمّتها ـ نورانيّة صافية ، فجُعلت أفضل روضة من رياض الجنّة ، وأفضل مسكن في الجنة ... (٢)
وقد مرّ عليك قبل قليل رواية زائدة عن الإمام السجاد عليهالسلام عن رسول الله أنّ جبرئيل الامين أخبره عن أرض كربلا بأنها «أطيب بقاع الأرض واعظمها حرمة وأنها من بطحاء الجنة ...».
بلى ، إنّ خصائص قبر الحسين عليهالسلام تشارك خصائص الجنّة بعدّة أشياء مقدّسة وإن فارقتها بأشياء اُخرى ، ومن تلك الخصائص :
كثرة الملائكة الموكّلين بقبره الشريف للصلاة عنده وعليه ، كما هو حال
________________
١ ـ الكافي ٤ : ٥٨٨ / ٦ ، وكامل الزيارات : ٤٥٨ / ٦٩٤. تهذيب الأحكام ٦ : ٧١ / ٢ ، بحار الأنوار ٥٧ : ٣٧ ، مزار المفيد : ٢٤ / ٢ و ١٤١ / ٣.
٢ ـ كامل الزيارات : ٤٥١ ، كتاب أبي سعيد العصفري : ١٧.