سيّما بعد ملاحظةٍ الاعتبارِ ، ولزومِ عدمِها الجفاءَ ، وعدمَ الاعتناءِ بأولياءِ الله والبراءةِ من أعدائه ، الَّذين قد توازروا على قتاله بالطريقة الّتي قد أحدثها طغامُ السقيفة على خلافِ ما أَنزلَ الله تعالى ، وعكسِ ما جاء به رسول الله صلىاللهعليهوآله ، المعلومِ من الضرورةِ أنّ القاتلَ لأولاده المعصومينَ خارجٌ عن ربقة الدين ، وأنّه ما مِنْ محجمةِ دمٍ تخرج بعد وفاته إِلاَّ ووزرها في عنقيهما ، وخصوصا بعد ما جرى عليه من المصائب الّتي قد أَبكت محمَّدا المصطفى ، وعليّا المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، وسائرَ الأنبياء ، والأَئمّةَ المعصومين ، والملائكةَ المقرّبين ، وسائرَ الجنّ والإنس والمخلوقات (١).
بلى ، أكدّ أئمّتنا لزوم زيارتهم عارفين بحقّهم ، ففي معتبر أمالي الصدوق عن الصادق عليهالسلام : من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليهاالسلام وهو يعلم أنّه إمام من الله مفترضُ الطاعة على العباد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وقَبِلَ شفاعته في سبعين مذنبا ، ولم يسأل الله عزّ وجلّ عند قبره حاجةً إلاّ قضاها له (٢).
وعن الصادق عليهالسلام : من أتى قبر الحسين عليهالسلام عارفاً بحقّه كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة ، وكمن حمل على ألفِ فرسٍ في سبيل الله مسرجة ملجمة (٣).
وعن هارون بن خارجة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : وكّل الله بقبر الحسين عليهالسلام أربعة آلاف ملك`شُعثا غُبرا يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتّى يبلغوه مأمنه ، وإن مرض عادوه غدوة وعشيّة ،
________________
١ ـ أبواب الجنان : ٥٤ ـ ٥٥. وقد مرّ تخريج كلام والد المجلسى في روضة المتقين ٥ : ٣٧٦ ، ٣٨٥ وكلام المجلسي في بحار الأنوار ٩٨ : ١٠.
٢ ـ أمالي الصدوق : ٦٨٤ / ٩٣٨.
٣ ـ كامل الزيارات : ٣٠٨ / ٥٨١ ، ثواب الأعمال : ٨٧.