عرشه (٢) ومن محدّثي الله فوق عرشه (٣).
کلّ ذلك وأنّ الله وراء قضاء حوائج العبد ، وكفاية ما أهمّه من أمر دنياه وآخرته ، وأنّه ليجلب الرزق عليه ويخلف عليه ما أنفق بكل درهم عشرة آلاف من الدراهم (٤).
ولا استبعاد في كل ذلك ، لانّ الزائر العارف المشتاق لا يبخل من تقديم يده ورجله ونفسه قرباناً في سبيل الله ، فهو بعمله هذا يزلزل عرش الظالمين ، وکون عمله ذلك هو امتداد لصراع الحق مع الباطل وامتداد لضربة عليّ ومبارزته لعمرو بن عبد ودّ العامري يوم الخندق. (٥)
فلولاضربة عليّ لانتصر المشركون ، ولمزَّقوا القرآن ، ولقتلوا التوحيد والنبوة والقيم والمثل ، وقد بقيت آثار تلك الضربة بواسطة أولاده الطاهرين عليهمالسلام وشيعتهم تأتي اُکلها کلّ حين بإذن ربهم.
والزائر العارف المشتاق کون بعمله قد دافع عن القيم ، وعن المظلومين والشهداء ، وبنى التاريخ الصحيح ، ولولا اصراره لاستحلَّ الطغاةُ محارمَ الدين ، ولمسخوه كما أراد يزيد عليه لعائن الله تعالى أن يفعله بالشريعة ، ولفقدت النبوة معالمها ، ولانسلخت قدسية القرآن ، فالزيارة العارفة هي الّتي بدّدت أحلام كُلّ الطغاة :
يريد المشركون ليطفئُوهُ |
|
ويأبَى الله إلاّ أن يتمّـه |
________________
١ ـ كامل الزيارات : ١٤٧ / ١٧٢.
٢ ـ كامل الزيارات : ٤٨ / ٢٦ ، امالى الصدوق : ٥٤٥ / ٧٢٨.
٣ ـ كامل الزيارات : ٢٦٧ ، جامع احاديث الشيعة ١٢ : ٣٥٥.
٤ ـ وسائل الشيعة ١٤ : ٤٤٢.
٥ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ٣٤ / ٤٣٢٧ ، تفسير الرازي ٣٢ : ٣١ ، تاريخ بغداد ١٣ : ١٨ ، وفيه لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضل من عمل امّتي إلى يوم القيامة.