وبذلك يكون عمل الزائر هو من آثار عمل الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يوم الخندق. وأعمال المجاهدين في صدر الإسلام ، وهذا ما تراه وهو يخاطب مواليه وعلى رأسهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول في زيارته له صلىاللهعليهوآله :
أشهد انّك قد بلَّغت رسالات ربك ، ونصحت لأمّتك ، وجاهدت في سبيل الله ، وعبدت الله مخلصاً حتّى أتاك اليقين ، وأدّيت الّذي عليك من الحق ، وأنّك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين ، فبلغ الله بك أفضل عمل المكرمين. (١)
ويقول في زيارة أخرى :
أشهد انّك قد نصحت لأمّتك وجاهدت في سبيل الله ... (٢).
کما نراه يقول في زيارته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام مخاطباً له بقوله :
أشهد انّك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتَّبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته ، ووفيت بعهد الله ، وجاهدت في الله حقّ جهاده ، ونصحت للّه ولرسوله ، وَجُدْتَ بنفسك صابراً مجاهداً عن دين الله ، مُوقِياً لرسوله ، طالباً ما عند الله ، راغباً فيما وعد الله من رضوانه ، مضيت للّذي كنت عليه شاهداً وشهيداً ومشهوداً ، فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام وأهله أفضل الجزاء (٣).
ويقول في زيارة أئمة البقيع :
أشهد أنّكم قد بلّغتم ، ونصحتم ، وصبرتم في ذات الله ، وكُذِّبْتُم وأُسيءَ
________________
١ ـ انظر مصباح المتهجّد : ٧٠٩.
٢ ـ الكافي ٤ : ٥٥٢ / ٣.
٣ ـ تهذيب الأحكام ٦ : ٢٦ / ٥٣.