إليكم فعفوتم (١).
ويقول في زيارة الإمام الحسين عليهالسلام ـ المروية في الكافي ـ :
أشهد أنّك قد بلّغت عن الله ما أمرك به ، ولم تخش أحداً غيره ، وجاهدت في سبيله ، وعبدته صادقاً حتّى أتاكَ اليقين ... (٢).
کلّ هذه النصوص تشير إل الاهتمام بعنصر التضحية والجهاد عند الرسول والأئمة ، وأن زيارتنا لهم جاءت تقديراً لما بذلوه من جهد في سبيل الدعوة الإسلامية بکل ما اُوتوا من قوة ، صابرين في ذات الله ، مجاهدين عن دين الله ، موقين رسول الله صلىاللهعليهوآله بأنفسهم ، طالبين ما عند الله ، کل ذلك وهم يتحملون إساءة الجاهلين ، وتکذيب المغرضين کسباً لرض رب العالمين.
نعم ، إنّ زيارة الأئمّة عليهمالسلام سيكون لها بالغ الأثر لو قرنت بالمعرفة والعلم والشهادة بأنّ أولئك الصفوة هم أصحاب المقام المحمود عند الله عزّ وجلّ.
فالزائر ، وإنّ كان بزيارته يحصل على ما رجاه من الله بقضاء الحوائج والمثوبة ، ويكون عمله – من خروجه من البيت إل رجوعه إليه ـ في طاعة الله وعبادته.
لكنّ هذا وحده لا يفيد ، بل عليه أن يعرف أمامه حق معرفته ، وأن عليه اداء ما فرض الله عليه من حقوق لهم في کتابه ، وأن زيارتهم هو تطبيق لذلك الأمر الإلهي من المودة لهم والتعاهد لقبورهم ، خصوصاً لما يقف على سعي الآخرين في إماتة هذا السراج والنور الوهاج ، إذ يجدّون أن يطفئوا نور الله ولكن الله يأبى إلاّ أن يتمّ نوره.
فجاء في الندبة الرائعة ـ التي وجهها إمام البلاغة علي بن أبي طالب بعد
________________
١ ـ مصباح المتهجّد : ٧١٣ / ٧٩٧.
٢ ـ الكافي ٤ : ٥٧٣ / ١.