للحساب فلا يسأل عن شيء ولا يحتسب بشيء ويؤخذ بضبعيه حتّى ينتهى به إلى ملك يحبوه [فيحيزه ـ خ ل (١)] ويتحفه بشربة من الحميم ، وشربة من الغسلين ، ويوضع على مقالٍ (٢) في النّار ، فيقال له : ذق بما قدّمت يداك فيما أتيت إلى هذا الّذي ضربته ، وهو وفد الله ووفد رسوله ، ويؤتى بالمضروب إلى باب جهنّم ، ويقال له : انظر إلى ضاربك وإلى ما قد لقي ، فهل شفيت صدرك وقد اقتصّ لك منه؟ فيقول : الحمد لله الّذي انتصر لي ولولد رسوله منه (٣).
إذن زيارة المعصوم هي من الوفاء له ومن الأجر الّذي أمرنا الله بتسديده ، «بل ربّما يدّعى أنّه من ضروريّات الدين بناءً على دخول الصلاة على محمّدٍ وآله والسلام على النبيّ وعلينا وعلى عباد الله الصالحين في الصلاة» (٤).
ومن هنا اعتبرت زيارة الأربعين إحدى علائم المؤمن الخمس (٥) ، أي أنّها صارت شعارا يُعرف به المؤمن عن غيره.
هذا وإنّي وان كنت قد وضّحت اصول الفكرة ، في المقدمة وفي النقاط الأولى من الکتاب لکني أحببت أن أشير اليها أيضا من خلال آيتي الشعائر والحرمات أيضاً ، لأنّها زاوية غير مبحوثه بالشكل المطلوب. ومن خلاله أريد أن أجيب عن بعض الشبهات المطروحة حول الزيارة وما يتعلق بمشاهد الأئمة.
________________
١ ـ الحيز : السَّوقُ الشديد : وفي بعض النسخ : فيحبوه ، من الحبوة بمعنى العطيّة على سبيل التهكّم ؛ كقوله : ويُتْحِفُهُ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٨٠.
٢ ـ والمقالي جمع المِقْلاةِ والمِقْلَى ، هو الشيء الّذي يُقْلَى عليه. انظر لسان العرب ١٥ : ١٩٨.
٣ ـ كامل الزيارات : ٢٣٩ ـ ٢٤١ / ٣٥٧ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٧٨ ـ ٨٠ / ٣٩ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٢٧٩ / ١٢٠١٣.
٤ ـ هذا ما قاله الشيخ خضر شلال في أبواب الجنان : ١١٧.
٥ ـ تهذيب الأحكام ٦٢ : ٥٢ / ١٢٢ ، روضة الواعظين : ١٩٥.