وإسقاطهم جنين الزهراء محسنا ، وسمّهم الحسن ، وقتلهم الحسين ، وعدم احترامهم أئمّة أهل البيت عليهمالسلام كلّها أفعالٌ يُعاقَبُ عليها الفاعل في الدنيا والآخرة ، کائنا من کان ولا يمكن أن يرضى بها مسلم.
فعلينا أن نحيي ذكراهم بإقامة مجالس العزاء عليهم وزيارتهم في المناسبات المتعدّدة.
كما أنّ شرعيّة قراءة مقتل الحسين عليهالسلام يمكن استفادتُها من قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ الله رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (١) لأنّ الإمام الحسين عليهالسلام أفضل من هابيل على وجه اليقين ، وقراءة مقتله فيه عبرة لاُولي الألباب ؛ قال سبحانه وتعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاِولِي الْأَلْبَابِ) (٢).
وإذا كان قميص يوسف عليهالسلام قد ردّ بصر يعقوب : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً) (٣) ، فلماذا لا يشفي ترابُ قبر الحسين المريضَ.
وإذا كانت تلك القطعة الّتي قدّمها يوسف لأبيه من الجنة ، فالحسين هو سيّد شباب أهل الجنّة ، وتربته من الجنّة حسب الاخبار الت وقفت عليها.
بل لماذا يأمر رسول الله أن يُهريق الصحابة ما استقوه من ماء ويأمرهم
________________
١ ـ المائدة : ٢٧ ـ ٣٠.
٢ ـ يوسف : ١١١.
٣ ـ يوسف : ٩٣.