بالسقي من البئر الّتي كانت تردها ناقة صالح (١) ، «لمجانبة آبار الظالمين والتبرك بآبار الصالحين» (٢).
وإذا كان الصالحون من أهل السنّة يستنزلون البركة بأخذهم تراب الحرم المكّيّ ، فلماذا لا يجوز أخذ تراب الحسين للصلاة عليه واستنزال الرحمة من خلاله! مع وجود روايات كثيرة في مدرسة أهل البيت تدلّ على استحباب ذلك.
بل اتفق الفريقان على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أخذ تربة الحسين عليهالسلام وشمّها وبكى عليها وحفظها عند أمّ سلمة وهذا فيه إشارة ال تجويز الاخذ بتربة الحسين للصلاة عليها وأمثال ذلك.
قال الشافعي في الأم : قال أبو يوسف صاحب أبي حنيفة : حدّثنا شيخ عن رزين مولى عليّ بن عبد الله بن العبّاس أنّ عليّا كتب إليه أن يبعث إليه بقطعة من المروة فيتّخذه مصلّى يسجد عليه (٣).
وحكى السمهوديّ عن أبي محمّد عبد السلام الصنهاجيّ ، قال : سألت أحمد بن يكوت عن تراب المقابر الّذي كان النّاس يحملونه للتبرّك هل يجوز أو يُمنع؟!
فقال : هو جائز ؛ وما زال النّاس يتبرّكون بقبور العلماء والشهداء والصالحين ، وكان النّاس يحملون تراب قبر سيّدنا حمزة بن عبدالمطلّب في القديم من الزمان.
وقال أيضا : قال ابن فرحون عقبه : والنّاس اليوم يأخذون من تربة قريبة من مشهد سيّدنا حمزة ويعملون منها خرزا يشبه السبح.
________________
١ ـ صحيح مسلم ٤ : ٢٢٨٦ ـ ٢٩٨١.
٢ ـ هذا ما قاله النووي في شرحه على مسلم ١٨ : ١١١.
٣ ـ الأم ٧ : ١٤٦ ، معرفة السنن والآثار ٤ : ٢١١.