اللهمّ اغفر لي وارحمني وتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنت التّوّاب الرّحيم» ، وهذا يعني بأن الزيارة فيها الشهادات الثلاث : لله بالتوحيد ، وللرسول بالنبوّة ، ثمّ الإقرار أخيراً بالإمامة والولاية لآل البيت عليهمالسلام ، والطلب من الله بحقّ تلك الذوات الطاهرة غفران الذنوب وقضاء الحوائج.
فإنّ الإتيان بهذه الأُمور (٢) كمقدّمة للزيارة لها دلالاتها ، حيث إنّها تصقل النفوس وتُعِدُّها لطاعة الله ، وهي تعني أيضاً : بأن الأئمة عليهمالسلام کانوا هادفين في بيان آداب الزيارة ، لأن فيها دفع لشبهات المفترين القائلين بأنّ الشيعة ـ نستجير بالله ـ يعبدون أئمّتهم من دون الله عزّ وجلّ.
إذن الزيارات هي إحدى مواطن ذکر الله وهي تربطنا بالله وکتابه وأنبياءه ورسله ، فهي كالمساجد وبيوت الله التي نصلي ونعبد الله فيها ، وهي ليست بأقل من الأماكن المقدسة والآثار المتبركة للنبي صلىاللهعليهوآله الّتي كان يتبرك بها الصحابة.
فالزيارة هي مدرسة تُعلّمنا المفاهيم الإسلاميّة الأصيلة كالتوحيد والنبوّة والإمامة.
کما أنها تحكّم فينا الروح العالية والقيم الأخلاقيّة كالصبر والإيثار والتأسّي بالقدوة ، لأن الأئمة جاءوا لتطهير أنفسنا من الشرك والنفاق والفساد والخيانة ، ونحن حينما نخاطبهم بتلك المفاهيم نريد أن نقول لهم : أن زيارتهم هي تأتي «طيباً لخلقنا ، وطهارةً لأنفسنا ، وتزكيةً لنا ، وكفّارةً لذنوبنا» (٣).
فالزائر بعباراته تلك يريد أن يقول للإمام : جئناك كي نُبايعك ونُبايع
________________
١ ـ انظر مصباح المتهجّد : ٧٤١ في زيارة أمير المؤمنين ، وكامل الزيارات : ٥١٤ وعيون أخبار الرضا ١ : ٣٠٠ / ٦٨ في زيارة الرضا عليهالسلام.
٢ ـ الإيمان بالله وبرسوله و ....
٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ : ٦١٣ ، من الزيارة الجامعة.