إلينا العشاء ، قال : فتذاكرنا قتلة الحسين ، فقلنا : ما بقي أحدٌ ممّن شهد كربلاء من قتلة الحسين إلاّ وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء!!
فقال الرجل : ما أكذبكم يا أهل الكوفة ؛ تزعمون أنّه ما بقي أحد ممّن شهد قتلة الحسين إلاّ وقد أماته الله ميتة سوء أو قتلة سوء ، وإنّي لممّن شهد قتل الحسين ، وما بها أكثر مالاً منّي.
قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام ، وكان السراج يتوقَّد ، فذهب الرجل ليطفئ السراج ، فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعة فأخذت النّار بإصبعة ، ومدّها إلى فيه ، فأخذت بلحيته ، فحضر إلى الماء حتّى ألقى نفسه فيه ، قال : فرأيته يتوقد فيه النّار حتى صار حُمَمَة (١). والخبر صحيح.
نعم ، هذا هو الحسين الذي بكته السماء ، وقد أطبق الفريقان على أنّ السماء ما بكت على أحد إلاّ على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ، وحمرتها بكاؤها (٢).
وفي رواية ابن قولويه : مكثوا أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة (٣).
وفي سير أعلام النبلاء ، عن الأسود بن قيس ، قال : احمرَّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر تُرَى كالدم (٤).
وقال الذهبي : أخرج الفسوي ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثتنا أم شوق العبدية ، قالت : حدثتني نضرة الأزدية ، قالت : لمّـا أن قتل
________________
١ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٤ : ٢٣٤. والحممة : الفحم.
٢ ـ تاريخ دمشق ٦٤ : ٢١٤ ، تفسير ابن كثير ٤ : ١٥٤ ، تفسير الثعلبي ٧ : ٢٢٢ ، تفسير القرطبي ١٦ : ١٤١ ، كامل الزيارات : ١٨٥.
٣ ـ كامل الزيارات : ١٨٥.
٤ ـ سير أعلام النبلاء ٣ : ٣١٢.