صباحاً ومساءً ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً ، حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً ، حتّى اموتَ بلوعة المصاب ، وغُصَّة الاكتئاب» (١).
وكذا يستحب استذكار مصائب الزهراء ، وأمير المؤمنين ، وإيقاف الآخرين عليها. فمعرفة حقهم هو معرفة مقاماتهم ، والتسليم لهم.
والمعرفة بحقهم أيضاً هو أن نعرف بأن الله أمرنا بمودتهم والتسليم عليهم وَلَهُمْ ، وأن الله وملائكته صلَّوا على رسوله ، وأن الرسول أمرنا بأن لانصلي عليه الصلاة البتراء ، بأن نذكره ولا نذكر آله معه.
ومن المعرفة بحقهم هي أن لا نجفوهم وأن نزورهم ، لأنّ ذلك من الوفاء لهم.
والمعرفة الحقة بأن نعلم بأن لهؤلاء مقاما عظيما عند الله لا يبلغه أحد من البشر ، فهم سادة ولد آدم وسادة أهل الجنة (٢).
أسأل الله سبحانه أن يُنيلنا في الدنيا زيارتهم ، وفي الآخرة شفاعتهم ، وأن يحشرنا معهم ، وأن يرفع شأنهم ومكانتهم ومشاهدهم ، كما رفع الله ذكرهم في الأذان والتشهد وخطبة الجمعة ، واختم كلامى بما رواه الصدوق بسنده عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي ابن أبي طالب في عظم هذا المشهد المبارك وعلو ورفعة ومستقبل هذه المدينة المقدسة قال :
كأني بالقصور قد شُيِّدت حول قبر الحسين ، وكأني بالحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيّام حتى يسار اليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني أمية (٣).
________________
١ ـ المزار للمشهدى : ٥٠١.
٢ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ٢١١ وفيه : نحن بنو عبدالمطلب سادة أهل الجنة ثم ذكر على والحسن والحسين ، وجاء في الحديث : الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة.
٣ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٨.