بعد آلاف السنين.
كما أن البكاء والجزع على الحسين جائز بل راجح لفعل يعقوب على ابنه يوسف عليهالسلام : (قَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَينَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم) (١) لأنّ حرمة الحسين كحرمة يوسف الصديق.
فعن بعض موالي الإمام السجاد عليهالسلام عنه دخل عليه وأن لحيته ووجهه قد غُمِرا بالماء من دموع عينه ، فقال له : يا سيّدي أما آن لحزنك أن ينقضي ، ولبكائك أن يقل؟! فقال له : ويحك ، إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيّا ابن نبي ابن نبي ، وكان له اثنا عشر ابنا ، فغيب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغم والهم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حيٌّ في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من اهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويذهب بكائي؟! (٢)
ومن هنا جاء في الجزع على الحسين ما رواه ابن وهب عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «وارحم تلك القلوب الّتي جزعت واحترقت لنا ، وارحم تلك الصرخة الّتي كانت لنا». (٣)
وقال الصادق عليهالسلام : «كلُّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليهالسلام». (٤)
وعن الامام الحجة قوله : «فلئن أخّرتني الدهور ، وعاقني عن نصرك المقدور ، ولم أكن لمن حاربك محارباً ، ولمن نصب لك العداوة مناصباً ، فلاندبنك
________________
١ ـ يوسف : ٨٤.
٢ ـ اللهوف : ١٢٢ وعنه في وسائل الشيعة ٣ : ٢٨٢ / ٣٦٥٩.
٣ ـ كامل الزيارات : ١٣١.
٤ ـ أمالى الطوسي : ١٦٢.