هو الذي بُعِثَ بدعوة أبيه إبراهيم الخليل.
وحسبنا بركة لأهل البيت الصلاةُ الإبراهيمة عليهم عند المسلمين (١) بناء على العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب في قوله تعالى : (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّه رَحْمَةُ اللّه وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (٢) النازلة في شأن إبراهيم عليهالسلام إلاّ أنها قطعا شاملة لأهل بيت النبي محمّد أيضا ، لانهم من أئمّة ذرية ابراهيم ، وأن ليس هناك على وجه اليقين من يقطع بكونه من ذرية إبراهيم وإسماعيل طاهر المولد الاّ مَنْ وُلِدَ في رحم فاطمة من صلب علىٍّ عليهمالسلام ، ولأجل هذا نرى عبد الله بن عمر يقول لمن سأله عن ولد اسماعيل : عليك بالحسن والحسين (٣).
وأجاب عمر رجلاً سأله عن السؤال نفسه فقال : على بن أبي طالب (٤).
فانطلاقا من الآية الكريمة وغيرها يستحب التبرك بآثار الحسن والحسين وأولاد الحسين المعصومين للقطع بالتبرك حكما وملاكا ، فان ما أخذه جبرئيل من أرض كربلاء ، وأودعه رسول الله عند أمّ سلمة ، هو اشرف وأقدس من مشرب ناقة صالح التي دعا رسول الله إلى الشرب منها
________________
١ ـ من المؤسف أن نرى الالباني وأمثاله مع وقوفه على أحاديث صحيحة في فضل تربة كربلاء نراه يقول : «وليس في هذه الاحاديث ما يدلّل على قداسة كربلاء وفضل السجود على أرضها ، واستحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه في الصلاة كما عليه الشيعة اليوم» مع أنّه ذكر ستة طرق من خمسة وعشرون طريقا في فضيلة تربة الحسين متناسيا غيرها من الطرق ، كما أنّه ذكر حديثا واحدا من خمسة طرق صحيحة عن الإمام علي لها حكم المرفوع. انظر السلسلة الصحيحة للالباني ٣ : ١٥٩ تا ١٦١. وله رسالة في رد ما كتبه المرحوم الوالد تحت عنوان «رسالة في رد السجود على التربة الحسينية للمدعو عبد الرضا المرعشي الشهرستاني».
٢ ـ هود : ٧٣.
٣ ـ سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٨٦. وقد جزم الهيثمى في مجمع الزوائد ٩ : ١٨٥ بأن السند صحيح ورجاله ثقات.
٤ ـ مصنف عبد الرزاق ٨ : ٤٩١.