عنهم سمى سارقا ومن لم يزورهم كان جافيا.
فالامام علي باع نفسه لله حينما بات على فراش رسول الله حتى نزلت فيه الاية الكريمة : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ).
وكذا هو حال الائمة من ولده وفيهم نزل قوله تعالى : (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدا عَلَيْهِ حَقّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ).
والامام الحسين هو المصداق الاكمل لهذه الاية ، لأنه الوحيد بين الاوصياء والاولياء الذى قاتل وقتل حتى صار مصداقا لقوله تعالى : (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
٨. جاء عن زرارة عن الامام الباقر عليهالسلام قوله في سبب التأكيد على زيارة النبى والائمة بعد الحج قال : «إنما امر الناس أن يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم».
وفي آخر عن أبى حمزة الثمالى قال : دخلت على أبى جعفر الباقر عليهالسلام وهو جالس على الباب الذى الى المسجد وهو ينظر الى الناس يطوفون ، فقال : يا أبا حمزة بما أُمر هؤلاء؟ فلم أدر ما أردّ عليه ، فقال : إنما أمروا أن يطوفوا بهذه الاحجار ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم.
ويؤيده قوله تعالى : (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) فالله سبحانه لم يقل (يأتوه) ويعنى به يأتون البيت الحرام بل قال (يأتوك) وهو خطاب لابراهيم الخليل ، وفيه دلالة على أن الحج بدون حُجَّة الله لا فائدة له ، والاّ فإن أهل الجاهلية كانوا يحجون أيضا ولكن دون نبى ولم يكن لحجهم فائدة ، أما الحج الابراهيمى فهو الذى فيه : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ....).