مفاهيم النّبوّة ، والإمامة ، والسلام عل الملائکة ، وکلها مفاهيم مقدسة دعا إليها الله في کتابه.
ومثل ذلك مروي عن أبي سعيد المدائنيّ قال :
دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت : جُعلت فداك آتي قبر الحسين عليهالسلام؟ قال : نَعَم يا أبا سعيد ائت قبرَ الحسين عليهالسلام أطيبِ الطّيِّبين وأطْهَرِ الطَاهرين وأبَرِّ الأبرار ، وإذا زُرْته يا أبا سعيد فسبِّح عندَ رأسِه تسبيح أمير المؤمنين عليهالسلام ألف مرَّةٍ ، وسبِّح عند رجليه تسبيح فاطمةَ الزَّهراء عليهاالسلام ألف مرَّة ، ثمّ صَلِّ عنده ركعتين تقرأ فيهما : «يس» و «الرَّحمن» ، فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثوابَ ذلك إن شاء الله تعالى ، قال : قلت : جعلت فداك علّمني تسبيح عليِّ وفاطمة عليهاالسلام ، قال : نَعَم يا أبا سعيد :
تسبيح عليّ عليهالسلام : «سُبحانَ الَّذي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبْحانَ الَّذي لا يَفنْى ما عِنْدَهُ ، سُبْحانَ الَّذي لا يُشْرِكُ أحَدا في حُكْمِهِ ، سُبْحانَ الَّذي لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحانَ الَّذي لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ الَّذي لا إلهَ غُيرُهُ».
وتسبيح فاطمة عليهاالسلام : «سُبْحانَ ذي الجَلالِ الباذِخِ العَظيمِ ، سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخِ المُنيفِ ، سُبْحانَ ذي المُلكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبْحانَ ذِي البَهْجَةِ والجَمَالِ ، سُبْحانَ مَنْ تَردَّى بالنُّورِ وَالوَقارِ ، سُبْحانَ مَن يَرى أثَرَ الَّنمْلِ في الصَّفا ، وَوَقْعَ الطَّيرِ في الهَواءِ» (١).
فأسال المستشكل على الزيارة ومَن يراها بدعةً ، هل يرى في هذه
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٣٨٤ ـ ٣٨٥ / ٦٣١.